بصرى الشام.. آثار تشهد على ماض عريق

مدينةٌ
قديمة وأثرية تقعُ إلى الشرق من مدينة درعا بـ40 كم. يعني اسمها في اللغات
القديمة الحصن، وقد ورد ذكرها في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر
قبل الميلاد.
وقد شهدت عصوراً أكادية وعمورية وكنعانية وآرامية ونبطية وغسانية حتى ظهور الإسلام.
.

آثار بصرى..
¶ قوس النصر: يسمى حالياً باب
القنديل، ويقع في الشارع المستقيم، ويعود إلى أوائل القرن الثالث
الميلادي. يتألف من قوس كبيرة في الوسط، ارتفاعها 13م، وقوسين جانبيتين
أصغر. وعلى العضادة اليمنى كتابةٌ تشير إلى أنه أقيم تخليداً لقائد الفرقة
البرقاوية الثالثة كارنيلوس بالما، ويحمل نقوشاً وزخارف جميلة.
¶
أعمدة السقاية الأربعة: تقوم عند تقاطع الشارع الكبير مع الطريق الواصلة
بالجامع العمري، وتتألف من أربعة أعمدة. وقد كانت هناك واجهة لبناء
السقاية، حيث كانت تزود السكان بالماء، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني
الميلادي.
¶ المعسكر: تمَّ الكشف عن آثاره في موقع محاذٍ لأسوار شمال
بصرى، وكان قد أنشئ عام 117 م عندما أصبحت بصرى عاصمة الولاية العربية.
ولقد تمَّ الكشف عن باب المعسكر، كما تمَّ الكشف عن بقايا أبراج السور.
ولعله أكبر معسكر أنشئ في العصر الروماني.
¶ السوق الأرضية: وتقع بين
أعمدة السقاية والجامع العمري، وهي بناء مداخله كثيرة ومرتفعة، تحوي
جدرانه محاريب مستديرة ومستطيلة، وفيه قسم مسقوف لعرض البضائع شتاء، وغرف
صغيرة يعود بناؤها إلى العصر الروماني.
¶ البركة الشرقية: تقع شرق
المدينة، شكلها مربع، تستخدم كخزان للمياه، ويغذيها وادي الزيدي بواسطة
قناة بنيت في عصر الأنباط، أعيد ترميم جدرانها عام 1982 من قبل مديرية
الآثار.
¶ العمود النبطي يقعُ قرب الهيكل النبطي، بناه الأنباط قبل الميلاد، وهو ماتبقَّى من المعبد النبطي.

مسرح وقلعة بصرى

وهو من أروع الآثار الموجودة في سورية، ويعدُّ واحداً من أجمل المسارح
التي أنشئت في أنحاء الإمبراطورية الرومانية، حيث أنشئ في القرن الثاني
الميلادي، ويعدُّ من أكثر مسارح العالم محافظة على أصله، شكله نصف دائري،
ويتَّسع لأكثر من عشرة آلاف متفرج، وهو مقسوم إلى ثلاثة أقسام مفصولة عن
بعضها، بواسطة ممشى عريض تفتح عليه الأبواب المعدة لدخول المتفرجين
وخروجهم وتعود الحالة السليمة التي عليها المسرح الروماني إلى استخدامه
قلعة ومقراً لإقامة الحكام والولاة، فقد تمَّ تزويد المبنى من الخارج
بنظام معماري دفاعي يتكوَّن من أحد عشر برجاً حصيناً.

من آثار بصرى

باب المدينة "باب الهواء" والباب النبطي

¶ باب المدينة، باب الهواء:
وهو أول أثر يستقبل القادمين إلى بصرى من درعا، بني في أوائل القرن
الثاني الميلادي، وكان مؤلفاً من قوسين يعلو أحدهما الآخر، ومن عدة أعمدة
غاية في الإتقان والإحكام.
¶ الباب النبطي:
ويقع في نهاية الشارع المستقيم، ويعتقد أنه بداية لقصر الملك رئبال الثاني النبطي.

الحمامات المركزية والكليبة

¶ الحمامات المركزية:
تتألف من صالات متعدّدة تنفتح على الشارع المستقيم بمواجهة هيكل حوريات
الماء، وفيها أقسام البارد والدافئ والحار، ولاتزال الصالة الوسطى محتفظة
بسقفها على شكل قبة.
¶ الكليبة:
يطلق عليها اسم سرير الملك، وهي مكان ديني لم يبقَ منه إلا بعض جدرانه وعمودان يحملان حجراً أشبه بالسرير.


دير الراهب بحيرا والكاتدرائية

¶ دير الراهب بحيرا:
هو كنيسة بيزنطية قديمة من القرن الرابع الميلادي، أجمل ما فيه قوس
المذابح والواجهة الأمامية التي رمّمت في عصر متأخر. يروى أنَّ اجتماع
الرسول بالراهب بحيرا تمَّ في هذا المعبد.
¶ الكاتدرائية:
يرجعُ
تاريخها إلى العصرالبيزنطي عام 513، وكانت مقراً لرئيس الأساقفة أيام
البيزنطيين. يتكون هيكل الكنيسة من ثلاث حنايا، أكبرها الوسطي، وكانت
مزينة بالصور الجدارية، ومازالت باهتة حتى اليوم