الحلم الأســطوري ... يتحقق !!

يحق لنا أن نظل سابحين في أفق هذا الحلم الرائع الذي تحقق...

من قال أن اللحظات الجميلة تنقضي سريعاً؟

تعالوا ننقض هذا الكلام ... ونلغيه..!!

تعالوا جميعاً... طلال ، فهد ، محمد ، حمادة ، أحمد ، سـلطان ، بندر أختي برساوية ، أحمد مجدي وعلاء وكل البرسـاويين (وعذراً إن نسيت أحداً) ... تعالوا نستذكر بعضاً من أحداث هذا الموسم ولحظاته ...

كيف بدأ بخسـارة مفاجئة ... وانتهى بانتصـار رهيب ...

الليغا
كيف تراخينا في أول أسابيع الإياب ... ثم استعدنا التوازن المطلوب في الوقت المناسب وفي أحلك الأيام عدنا ... والعود دائماً أحمدُ...

هل تذكرون المباريات التي عانينا فيها ؟؟ نحن لم نعانِ بسبب المباراة نفسها أو بسبب الخصم وتكتيكه ، بل عانينا بسبب تطلعنا وتعطشنا الدائم إلى الانتصار تلو الانتصـار...فكانت كل مباراة معبراً للمباراة التي تليها ... وثقافة التدمير والفتك التي امتلكناهما هذا العام ... جعلتانا ننظر إلى الضحية المقبلة ناهيكم عن الضحية المتهالكة بين أنيابنا !!

كم مبـاراةً أنهيناها في شوطها الأول بل وفي ربع ساعتها الأول..!!؟؟
كم مباراة قطّعنا فيها كل أمل للمنافس في أن يحوز الكرة ولو قليلاً ليمررها فقط بين لاعبيه؟؟
كم خصماً مزقناه إرباً ... فلم يلتقط أنفاسه إلا بعد أسابيع طويلة؟؟
كم من فريق راهن عليه مدربه ورئيسه ... بل وحتى خصومنا ومنهم الريال فلم يستطع أن يهدد مرمانا ولو بتسديدة يتيمة؟؟

هل تذكرون نفق الجحيم ذهاباً ؟؟
اشبيلية، فالنسيا، ريال مدريد و فياريال... لم يسجل علينا من عظماء الليغا وأبرز هدافيها إلا هدف واحد... من فياريال وخسر المباراة في المادريغال؟؟ سجلنا فيهم 11 هدفاً وهم جميعاً سجلوا واحداً!!!

ماذا عن نفس النفق إياباً ...؟؟
سجلنا عليهم 15 هدفاً ولو أردنا أكثر لسجلنا... والشاطر منهم خطف التعادل خطفاً !!! وتركنا أحسنهم يلهث وراءنا ... ويتمنى خائباً عثرتنا ... حتى انتهى أمره في مبـاراة "حرب السنوات السـتة" !!

كأس الملك
حكاية أخرى بل ومسلسل آخر... من الأتلتيكو إلى اسبانيول .. إلى مايوركا وبيلباو!!
كم لاعباً جديداً أشركنا في مباريات الكأس؟؟؟ ألم تكن بمثابة حصص تدريبية تناوب لاعبونا فيها على اختبار مقدراتهم في التمرير السريع وتغيير المراكز وكسر خطط مصائد التسلل ، بل وتفننوا بتسجيل الأهداف وصناعتها على الحرفية التي تليق باسم البارسـا!!؟؟


دوري الأبطـال
مشوار ناري آخر... طريق محفوف بكل أنواع الإثارة والمخاطرة!!

أتذكرون دور المجموعات... وكيف علّق الجميع على سهولة مجموعتنا!! وهاهي تفرز بطلي أوروبا وسيداها ... أتذكرون كيف سجل ميسي هدف الفوز على شاختار في مباراتنا معهم في عيد الفطر السعيد ...
كانت بحق أحلى هدايا العيد ...

كيف سحقنا سبورتنغ لشبونة بثمانية أهداف الكل... وتمرنا ببازل ... واستمتعنا بالفوز في أوكرانيا!!

كيف انتزعنا التعادل في جيرلان ليون...
وعلمناه كرة القدم في الكامب نو!! وافقدناه توازنه حتى أضاع دوري بلاده بعد 7 سنوات من ترؤسه سدة الحكم في الكرة الفرنسية!!

كيف أهدرنا الكرامة البافارية في عاصمة كتالونيا...
وحولنا الأرينا إلى معبر للتأهل ... ومسرحاً لاستعراض العضلات!! فلم يفق بعدها البايرن إلا بعد أن قرع ولفسبورغ الأجراس معلناً بداية جديدة لكرة بلاد المانشافت!!

حتى عندما لم نسجل في "سقر الكامب نو"
جعلنا أوروبا جميعها ترقص طرباً لألوان رسامنا في لوحة الستامفورد!! فانقشع الضباب في عاصمته ... إيذاناً بوصول ممثل الكرة الممتعة وسفير اللعب الأنيق إلى النهائي الحلم في عاصمة موغلة في القدم!!

هناك ...
شرعت الأقلام في الكتابة ولا أحسبها ستتوقف...
وجالت العيون في أرجاء الأولمبيكو ولاأظنها ستصل...
وخطر في البال ألف سؤال وسؤال...

من هذا القادر على إيقاف هذا المد الرهيب... هذا الإعصار الغزير...هذه الكتيبة المدمرة!!؟؟

رغم النقص والغيابات ...
رغم التعب والإعياء والانذارات ...
رغم تزاحم الجدول ... وضغط المباريات...
رغم ملاءة النفس من المتعة حتى النشوة ... لم نستكن للقبي الليغا والكأس ...فرفعنا ذات الأذنين إلى أعلى السماءات!!

أردناها ثلاثية فكانت...
أعدنا كتابة التاريخ ... فاستجاب...
سجلنا بصماتنا على لوحة الشرف ... فأبت إلا أن تكون الحروف من ذهب والنقاط عليها من اللؤلؤ المكنون!!

يحق لنا أن نفرح جميعاً ...
كل صباح حتى يجيء المساء...

يحق لنا أن نصرخ عالياً ... كما صرخنا ليلة الستامفورد...
نحن البلوغرانا...
نحن الكرة الممتعة...
نحن أساتذة اللعب الجميل...
نحن الذين أعدنا تسمية كرة القدم الحقيقية ... ونفضنا عن وجهها المشرق غبار التكتيك المقيت ... والخشونة القذرة ... وخلبية الأداء وضعيفه!!

نحن الذين سطرنا الروائع ... وعقدنا المناظرات في الملعب... وأسسنا محاكم عادلة تحكم بشرع اللعب الرائع ، الممتع والنظيف!!

لابد لكل قصة من عبرة أو من عبر ...
والعبرة الإلهية من انتصارنا... أن الله عزوجل يحب العمل المتقن ، ويحب الأخذ بالأسباب ومن ثم التوكل والاحتساب...

نعم ...
لقد اتقنا كرة القدم كما لم يتقنها أحد...
ولعبنا كرة القدم كما لم يلعبها أحد...
فأعطتنا هي كما من قبل لم تعطِ أحد...

نحن جميعاً...
يحق لنا الفخر ... الاعتزاز و الثقة ... لسبب مهم !!




أننا نمتلك من الذوق الكروي ، ومن الحس الرياضي المرهف




ومن القدر السـعيد مايكفي لأن نشجع فريقاً اسمه "برشــلونة"